صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب في سنة ١٩١١م، وكان مؤلفه مصطفى صادق الرافعي لا يزال شابًا في الثلاثين من عمره، ورغم أن هذا الكتاب يُعد بداية عهده بالكتابة البحثية العلمية، إلا أنه عمل تاريخي ونقدي رصين، أصبح فيما بعد، بأجزائه الثلاثة، مرجعًا مهمًّا في تاريخ الأدب العربي، مما يدل على ما اجتمع للكاتب من حكمة وفصاحة لغوية، قلّ أن يبلغها أحد في مثل عمره، حتى أنه استحق لقب "معجزة الأدب العربي".
ويستعرض الجزء الأول من الكتاب أصل اللغات ونشأتها وتفرعها، منذ أن كانت أصواتًا حتى صارت مدَّونة، ويناقش أسباب اختلاف لغات العرب، والتي أرجعها إلى تعدد القبائل، وكونهم أميين لا يكتبون، فبقيت اللغة تتغير وفقًا لتغير الألسنة، كما يناقش أسباب نشأة اللغة العامية، واللحن الذي هو أصلها ومادتها، وكذلك يتناول الأصل التاريخي في الرواية، واتصالها بالأدب، ووضعها بعد الإسلام، والرواة وأنواعهم، وهم الذين ذهبوا بمآثر العلوم، وكانوا مشيخة الأجيال.