قالو : "إنَّ أوراق الورد منجم من المعانى الذهبية لو عرفه المتأدبون من شبابنا لوضعوا يدهم على أثمن كنز فى العربية فى معانى الحب والجمال يكون لهم غذاء ومادة فى الشعر والبيان". كانت قصة حب…ثم انتهت كما ينتهي كل حب بين اثنين تكون الفلسفة والكبرياء بعض عناصر وجوده، وافترق الحبيبان على غير ميعاد، وفي نفس كل منهما حديث يهم أن يفيض به. وفعل الفراق بالرافعي ما فعل، فأنشأ كتابيه "رسائل الأحزان" و"السحاب الأحمر" يصف فيهما من حاله ومن خبره وما كان بينه وبين صاحبته، فلما أفضى بما كان في نفسه من خواطر الحب المبتكر، ونفس عن غيظه بما ذكر من معاني البغض والهجر والقطيعة ليخدع بذلك نفسه عما تجد آلام الفراق، ويثأر لكبريائه — هدأت ثائرته بعد عنفوان، وفاءت إليه نفسه، واعتدلت مقادير الأشياء في عينيه، فعاد إلى حالة بين الغضب والرضا، وبين الحب والسلوان، فاستراح إلى اليأس لولا إثارة من الحنين تنزع به إلى الماضي، وبقية من الشوق واللهفة على ما كان. وفرغت أيامه من الحادثة لتمتلئ من بعد بالشعر والحكمة والبيان. ومضت سبع سنين والحياة تذهب به مذاهبها، والذكرى تغشاه في خلوة وتداعبه في أحلامه، والأماني التي بعثرتها الكبرياء بعداً في أودية النسيان تتخايل له في شكول وألوان، وخواطره من وراء ذلك تعمل، ونفسه الشاعرة تحس وتشعر بما يتعاقب عليها من الرؤى والأحلام، متى تجتمع له من الخواطر في "أوراق الورد". مقتطفات من الكتاب : " أريدها لاتعرفني ولا أعرفها .. لا من شيء إلا انها تعرفني و أعرفها .. تتكلم ساكتة و أرد عليها بسكوتي .. صمت ضائع كالعبث لكن له في القلبين عمل كلام طويل .. “ " آه لو أستطيع أن اخرجها من زماني إني لا أستطيـــع. آه لو أستطيع أن ادخلهــا في حياتي إني لا أستطيــع.. قدرت قدرتها فيَّ .. فــــلا أستطيع قدرة لا أستطيــــــع .. “.. " كان لي قلـــــــب فيا عجبـــــــي …. ليس في جنبي سوى أثــــــره.. ضــــاع مني فابحثوا تجـــــدوا …. في ابتسـام الحسن او نظـــره .. "