كتاب يجمع بين جمال الكلمة ورنين العبارة، بلغة الماضي الصافية، يعبّر فيه الرافعي عن مشاعره وأحاسيسه، على صفحات كتابه مرآة نفسه، بقلم يئن في يديه وكلامٍ يَحنّ لديه. الكتاب –وهو في تسعة فصول— بمضمونه العام مجموعة مقالات في المرأة وحبّها وبغضها ولؤمها ولكن بعض هذه المقالات اتخذ صفة الحكاية القصصية ،وبعضها تأملات وخواطر في الحب والمرأة. وقد كتبَ الرافعي في مقدمة كتابه: "لمّا كتبتُ رسائل الأحزان في فلسفة الجمال والحب كنت في تدبيره والرأيّ فيه كمن يؤرخ عهدا من شبابه بعد أن رقّت سنّه وذهب يقينه من الدنيا ولم يبق إلا ظنه ..فهو يكتب والكلام يحن لديه والقلم يئن في يديه ،كنت أستوحي الرسائل من تلك النفس التي طارت بي طيرتها البطيء وقوعها فإني لأستعر بها فكرا واشتعل منها خيالا ،وكنت لأرى الفصول تخلص من يدي حين اكتبها كما تخلص سبائك الذهب بعناصرها لا بالصناعة ،وكأنَّ هذا القلم كالحديد إذا أحْمـِـي عليه ليست يد لمسته من أيدي المعاني إلا وضع فيها سمة النار ،ثم جاء الكتاب وما أكاد أصدق أن الزمن مرّ به، و تم قبل أن يُتم القمر دورة شهر واحد ، فنبّهني ذلك إلى أن استوفي الكلام في الحب استمدادا من أرواح أخرى.. فوضعت هذا السحاب الأحمر."