أسس "طه حسين" مدرسة نقدية مميزة، تعتمد الموضوعية أسلوباً، والمنهج العلمي طريقة وأداة؛ حيث رأى أن أي قراءة نقدية للنصوص يلزمها أن يطّلع الناقد على حياة المؤلف محل الدراسة، وتفاصيل بيئته التي عاش فيها، والظروف السياسية والاقتصادية والثقافية التي سادت العصر الذي عاش فيه؛ فالإنسان ليس منفصلاً عما حوله، بل هو متكامل مع ظروفه، يتأثر بجماعته ويؤثر فيها. وقد طبّق المؤلف هذا المنهج في دراسته للشاعر الكبير "أبي العلاء المعري"، فلم يكتف بالسرد الجاف لمولده، وتفاصيل نشأته وحياته، وما ترك من آثار أدبية، بل قدّم دراسة وافية عن زمنه وما كان فيه من أحداث مختلفة انعكست على أدبه، فجاء هذا الكتاب تأريخاً أدبيا شاملاً لزمن المعري وحياته وإنتاجه الأدبي.