ar
Books
طه حسين

حديث الأربعاء

كتب "طه حسين" هذه الفصول وكأنه يتحدث إلى مستمعيه في أحد لقاءاته الإذاعية، فجاءت كما قيلت، لتقرأها كما لو أنه يجلس بجانبك، يحكي عن شعراء العربية وفحولها؛ فالكاتب لم يكن يريد حين كتبها وأرسلها إلى مجلتي "السياسة" و"الجهاد" أن تصبح كتاباً يتداوله الناس ويتخذونه مرجعاً للأدب العربي بعصوره الجاهلي والإسلامي والحديث، ولكنها أصبحت كذلك، ربما على غير رغبة منه. وتعد هذه الدراسات من أصدق الدراسات النقدية المستفيضة التي تطرقت لهذه الزاوية من زوايا الأدب العربي، فناقشت الجانب الفني لعدد من أكبر الشعراء، متناولة قصائدهم بالشرح والتحليل البياني واللفظي. وأفردت أيضا لقضية القدماء والمحدثين مساحة كبيرة من الدراسة، وختمت خاتمة المسك باستعراض عميد الأدب العربي مراسلات جرت بينه وبين عدد من أدباء عصره حول قضايا أدبية ونقدية متنوعة
801 printed pages
Copyright owner
Bookwire
Original publication
2022
Publication year
2021
Publisher
Rufoof
Have you already read it? How did you like it?
👍👎

Quotes

  • Sylashas quoted3 years ago
    ولعلك تذكر — وإن كنت قد نسيت فستذكر — أن النتيجة الواضحة التي انتهت إليها هذه الفصول كلها هي أنَّ هذا العصر، الذي انْحَلَّت فيه الدولة الأموية، وقامتْ فيه الدولة العباسية، قد كان عصر شك وعبث ومجون، أو كان الشك والعبث والمجون أظهر مُميزاته.

    وأنا أعلم أن هذا لم يعجب الناس ولن يُعجبهم، وأنا أعلم أنَّهم كرهوا وسيكرهون أنْ يعمد كاتب إلى مثل هذه الناحية من نواحي الأدب العربي؛ فيدرُسها درسًا مُفَصَّلًا ويُظهر الناس على دقائقها وأسرارها، ولكني مع ذلك عمَدتُ إليها متى أتيح لي ذلك؛ لأني أعلم أن حياة القدماء كلها ملك للتاريخ، وأن درس هذه الحياة كلها نافع للمؤرخ والأديب بل واجب عليهما، وأنَّ من الإثم وتعمد الجهل أن نتكلف إخفاء ناحية من النواحي الأدبية ربما كانت أحق من غيرها أن تُدرس ويُعنى بها الباحثون، وما كان لي، ولن يكون لأحدٍ من الباحثين الذين يُقَدِّرون العلمَ وكرامته، أنْ نُغير التاريخ، أو أنْ نُظهر عصرًا من عصور الأمة العربية على غير ما كان عليه.
fb2epub
Drag & drop your files (not more than 5 at once)