كانت الملكة "أندروماك" أحد أهم الأسرى بعد موت "أخيل" وانتصار الإغريق بحرب "طروادة"، فعاد المنتصرون بها كغنيمة اقتادوها مع العبيد، كانت أشهر أولئك الأسرى وأهم غنائم الحرب. الملكة التي صارت أمة، وفتنة نتج عنها سلسلة من الحروب الخفية التي خاضتها أندروماك وحْدها في البلاد الغريبة، مكابدة أسرها الذي سيجته أرواح تحب، وقلوب يتنازعها الهوى. من بين عدد من الكتاب، استلهموا كتاباتهم الأدبية من الميثولوجيا اليونانية بأساطيرها وشخوصها الغنية، يأتي "راسين" بمسرحيته "أندروماك" في مصاف أدباء القرن السابع عشر ممن استطاعوا صياغة تلك الحالة السحرية ببراعة، في تراجيديا شعرية، ترجمها عميد الأدب العربي "طه حسين" ببراعته المعهودة في الصياغة والوصف، وكأنك حاضر في حجرات "اللوفر"، تشاهد العرض رأي العين، وترافق أبطاله إلى عالم آخر.