تنبع خطورة الوضع مصريا وإقليميًا من الطابع المزدوج للأزمة. فهي أزمة نظم حكم قائمة على نمط تنمية تختص أقلية صغيرة بالاستفادة من ثمارها. وهي أيضًا أزمة الجماهير ضحايا النظام التي لم يرق وعيها للحد المطلوب حتى تفرض إصلاحات جذرية. لذلك يؤول التط ور إلى فوضى مجهولة النتائج. وتراهن إستراتيجية الإمبريالية على استمرار الفوضى هذه بمساندة الإسلام السياسي لاختراق الحركة الشعبية، الأمر الذي يؤدي إلى انتقال الصراع من أرضية المطالب الحقيقية إلى مجال الغيبيات.. وهو بدوره عذر للانحدار نحو الإرهاب. ثم ينظر الكاتب في قصور نظرة دول الإقليم فيما يخص العولمة السائدة وجذور استمرار دولة المماليك الاستبدادية وعودة الفاشية في مسرح الرأسمالية المعاصرة المتأزمة.