يُعد الأديب والمفكّر المصري سلامة موسى رائد الاشتراكية المصرية ومن أول المروّجين لأفكارها وقد عُرف عنه اهتمامه الواسع بالثقافة، واقتناعه الراسخ بالفكر كضامن للتقدم والرخاء وتأثّره بالفكر الغربي لفولتير وكارل ماركس والمفكر والمؤلف المسرحي الإيرلندي جورج برنارد شو الذي التقاه في الجمعية الفابيّة في انجلترا. كتب سلامة موسى هذا الكتاب في سِني حياته الأخيرة، حيث كان قد تردَّد كثيرًا في نشره سابقًا، وذلك لاعتقاده بأن جمود القوى المحافظة والرجعية في مصر ممثَّلةً في الملك والمستعمِر كان سيحول دون نشره. إلا إنه ومع قيام ثورة يوليو عام ١٩٥٢م وما واكبها من اشتعال الثورات العربيَّة، وبروز ما سُمِّي بالقوى التقدُّميَّة اليساريَّة، وجد موسى أنَّ الفرصة باتت سانحة لنشر كتابه، خاصَّةً وأن الكتاب لا يقتصر فقط على تناول حياة الأديب الأيرلندي الكبير «برنارد شو»، وعرض مصادره الفكرية، ومناقشة أدبه ومسرحه، بل يتناول كذلك فلسفته ومذهبه الاشتراكي، حيث يُعَدُّ شو من مؤسَّسي «الاشتراكية الفابية» التي يتجنَّب أتباعها الصِّدام والمواجهة المباشرة بالانخراط في العمل السياسي، ويعملون بدلًا من ذلك على تسريب الفكرة عن طريق الإقناع والإيمان الطَّوعي.