كان القرن العشرين إيذاناً ببدء نهضة أدبية كبرى من أبرز مظاهرها الشعر، وقد اضطلع شاعران من أبناء مصر بتلك النهضة؛ فكان "أحمد شوقي" أميراً للشعر والشعراء، واستطاع "حافظ إبراهيم" أن يتبوأ موقعاً متميزاً بين شعراء عصره حتى لقب ﺑ "شاعر النيل"، وكلا الشاعرين قد أحييا الشعر العربي، ورداً إليه نشاطه ونظرته. وقد تصدى "طه حسين" لنقد شعرهما، وإنزاله المنزلة التي يستحقها، وعلى الرغم من أن علاقته مع "أحمد شوقي" لم تكن جيدة، إلا أنه حاول التزام الحيدة والإنصاف؛ فجاء كتابه نقداً أمينا لهذين العلمين من أعلام الأدب العربي، راصداً الأخطاء التي وقعا فيها، وإن لم ينكر مكانتهما ودورهما في الشعر العربي.