يشرح لنا هذا الكتاب المسألة الهندية من وجهة نظر "سلامة موسى" فرغم قدم الكتاب الصادر عام 1934 في طبعته الأولى والثانية في عام 1962، يبقى تراثا فكريا يستحق التوقف عنده، لما في من أسلوب علمي في البحث، وأيضا طريقة تقديم الأفكار التي استخدم فيها أسلوب التقرير الصحفي المكثف والمختصر، فالقارئ لا يشعر بالملل من المادة التي يقدمها، وأيضا هناك تجزئة في المواضيع، وتحليل موضوعي للأحداث، فالكاتب يعتمد أساسا على معلومات موثقة عن الهند وزعيمها غاندي، فيحدثنا عن طبيعة الشعب الهندي في بداية القرن العشرين وعن تأثير الدين على المجتمع الهندي وتفصيل الامة لدى الهنود إلى أربع طبقات : طبقة البراهمة أي الكهنة. طبقة الكشائرية أي رجال الحرب. طبقة القايسية أي رجال التجارة. طبقة السودرا أي الفلاحين.. يتحدث الكاتب أيضاً عن الإستعمار الإنجليزي للهند وما تركه من أثر في المجتمع، ويتطرّق إلى الحديث عن اللغات الهندية وتعدّدها. ثمّ يحدثنا الكاتب عن غاندي، ويقدمه لنا بصورة الرجل المؤمن الوطني الذي يسعى لتحقيق الاستقلال عن الاستعمار الانجليزي، ويحدثنا عن ثقافته حيث تأثرا كثيرا بتولستوي فقام بعمل قرية أسمها قرية تولستوي، وكان الغرض الأول من "الاعتكاف" في هذه القرية أن يتعلم المقيمون فيها كيف يتسامحون مع اختلاف الدين أو المذهب، وكيف يرضون بالتعاون، ويرون الشرف في الخدمة، سواء في المنزل أو الحقل.