نحس فى رواية "شتاء السخط" طابعًا جديدًا متميزا بالنسبة للروائي الكبير جون شتاينبيك، نحس فيها التحكم الخلاق في الشكل الفني إلى جانب رصانة الأسلوب وعمق الفكرة.
تدور الرواية حول أزمة مثقف تطحنه الأوضاع الاجتماعية المحيطة به. إن المؤلف لأول مرة يجعل بطل روايته خريج جامعة هارفارد، ويجعل من تأزمه النفسي المحرك الأول لارتباطه بالأحداث.
يتعرض بطل الرواية في أول تعرفنا به إلى ثلاثة أحداث تزلزل كيان الكائن العادئ، فما بالك بمن هو مهيأ فعلا للتمرد. يتعرض البطل في يوم واحد لإغراء عاهرة البلدة، ثم يعرض عليه القيام بعملية سطو، ويأخذ أول درس عملى في حياته عن ممارسة التجارة، وتعرض عليه أول رشوة. ويجسم الروائي عوامل الضغط الخارجي على بطله ويزيد من قسوتها ليهيئه للقيام بأحداث الرواية التي ستتوالى.