مضت سنة الله في التمكين لعباده أول ما مضت في صحابة رسول الله؛ إذ إنهم حققوا ما اشترط الله عز وجل من صفات لخلفائه في الأرض؛ وهي العبادة الحقة له والإذعان والتسليم لأوامره. وعرف الصحابة منذ سويعات إسلامهم الأولى ما اشترط الله، فجدوا واجتهدوا له، فنالهم ما نالهم من تهجير وتعذيب ومشاق جمة. ووعد الله الحق لا يغيب عن أعينهم عبيدا كانوا أو أحرارا، حكاماً أو محكومين، حتى من الله عليهم بما وعدهم، ومكن لهم في الأرض، فمضوا ثابتين على طريقهم الذي رسمه لهم معلمهم الأول رسول الله، حتى لقوا ربهم وقد وضعوا تمثيلاً عملياً لما استنه الله … إنه "الوعد الحق".