"لأنهم وُلِدوا في أرضٍ قاحلة جرداء؛ يجد الليبيون أنفسهم محكومين بثنائية البحر والصحراء، بهطل المطر أو بحدوث الجفاف، بانطلاق زوابع الرمال أو بفيضانات السيول، بمواسم حصاد الحبوب، أو القحط وتَعرُّض ماشيتهم للمجاعة. والآن، في هذا القرن الذي يشهد ظهورَ ثروات باطن الصحراء، يجدون أنفسهم محكومين بتدفُّق النفط من تحت رمالهم.
لمدَّة شهرٍ من كل عام، يصومون طوال ساعات النهار، ويحتفون بالطعام خلال الليل، ويولُّون وجوههم شطر مكَّة للصلاة خمسَ مرات في اليوم، مُردِّدين أسماء الله الحسنى التسعة والتسعين، في خضوعٍ تام لمشيئته. يقودون سيارات الجاغوار، وألفا روميو، كما يركبون الإبل والحمير. البعض منهم لديه في بيوتهم أثاثٌ من طراز لويس الخامس عشر، بينما آخرون يقطنون الكهوف أو الخيام السوداء. كما يذهب البعض منهم إلى روما لتمضية العطلة، وفي الوقت نفسه يُخفون زوجاتهم في الجُرود والفرَّاشيات وتحت النقاب، بعضهم يحصل على منح للدراسة الجامعية، بينما الكثيرون لا يعرفون حتى كتابة أسمائهم.
هذه قصةُ شعبٍ مسلم فخور بنفسه، يناضل ليحظى بحياة عصرية في مملكة حديثة التكوين، وفي أرض لها الكثير من سِمات العصر الحجري. كل ما سيُروَى من أحداثٍ في هذا الكتاب حقيقيٌّ، أمَّا الأسماء والشخصيات الليبية المذكورة فهي -في بعض الأحيان— من نسج الخيال." — أغنس نيوتون كيث