في هذا الكتاب يدعو المؤلف المفكِّرين والمبدعين والمثقَّفين إلى تجاوز المقاربات الوجدانيّة والانفعاليّة المتسرّعة نحو تعقّل أساسيّ لحياتنا وطرق تفكيرنا ونمط علاقاتنا المختلفة، وبالتالي نحو ترسيخ روافد العيش المشترك بواسطة الاحترام المتبادل والكرامة التأسيسيّة للكيان الإنساني، وخاصة أن الكرامة تتطلّب احترام الفوارق والاختلافات بين الأفراد والثقافات مهما كانت طبيعتها. كما يقترح المؤلف مفهوم التآنس ليعبّر عن عمق العيش معاً في كنف الكرامة والسلم والمحبّة، فالعيش معاً يمثّل ضرورة بيولوجيّة لا محالة، لكنّه إذا ما تجاوز حالة العنف وارتبط بالسلم أصبح تأنساً كما يقول ابن خلدون أو مؤانسة حسب أبي حيّان التوحيدي. ويدافع الكتاب بعمق في عالمنا الحالي حيث يزداد التوتّر ويهمن مشهد العنف والمخاطر والأوبئة عن قيم التّعقّل والعيش المشترك في جميع مجالات الحياة الاجتماعيّة والثقافيّة والاقتصاديّة والسياسيّة.