تأتي أهمية الكتاب من أهمية دراسة المجتمع الحضري بإفريقية في العهد الحفصي، وذلك يعود لأن السلطنة الحفصية مرت بمراحل وأحداث ميزتها عن غيرها من الكيانات السياسية السابقة لها في هذه المنطقة. فهي أول دولة تستقل عن الموحدين ببلاد المغرب لكنها كانت آخر دولة من معاصراتها في المنطقة تسقط، وهذه المدة الطويلة تمثل ظاهرة جديدة تتناقض مع الحقيقة التاريخية التي عبر عنها ابن خلدون بتحديد عمر الدولة بثلاثة أجيال لا يتعدى فيها الجيل أربعين سنة. ويناقش الكتاب كيف أن الدولة الحفصية لم تسقط نتيجة العصبيات الدينية — القبلية بل نتيجة تدخل خارجي.