«…إنني ممتليء بالمسخ إذن، وذلك أمر ممتاز بالنسبة لقصتي التي أكتب. المشكلة ستكون في حيلتي القصصية أن يكون بطلي كلباً يُمسخ بشراً إن ذلك سيكلفني الكثير من الحذلقة والتصنع، وسيفقدني مهاميز التعاطف والبكاء والتطهّر، فثمة كلب يتسامى انساناً، ذلك قصّ تعليمي تربوي تبشيري لا أفضّله…
الكلابُ، كما يقول البعض، كانت بالنسبة لليبيين القدماء رمزاً للخصوبة والقدرات الجنسية العالية. فهي القادرة على الاستمرار في ممارسة الجنس لساعات طويلة دونما توقف. كان ذلك، ولا يزال، يحدث في قراهم وبواديهم وحتى مدنهم، أمام أعينهم. يرجمونها بالحجارة ولا تتوقف. يطردونها بعيداً عن مساكنهم حياءً وحفاظاً على الآداب العامة..»
في روايته الجديدة يقدم لنا الكاتب منصور بوشناف سرداً توثيقيا للتغير السياسي والاجتماعي في ليبيا من خلال اسقاط اسطورة تحولات الجحش الذهبي للوكيوس ابوليوس على تاريخنا المعاصر ويقدم لنا من خلال شخصية الكلب (ليبيتشيو) الذي يمسخ أو يسخط إلى إنسان والذي يواجه صعوبة في التأقلم مع وجوده الآدمي والتعامل مع التغيرات الثورية والدرامية التي يعيشها مع غيره من المتحولين والممسوخين. إنها رواية تكسر الحاجز بين الكاتب والقارئ وتضعنا في مواجهة مستمرة مع كينونتنا ووجودنا البشري.