عين يوم هدَّين: الدقات الأخيرة
"مع آخر الدقات، تبدأ مراسم الأهوال."
هل تساءلت يوماً إن كنا نعيش حقاً في ذروة النهاية؟ ليس نهاية شخصية عادية، بل نهاية حقبة بأكملها. يأتيك هذا الكتاب لا كنبؤة باردة، بل كمرآة صافية تُجبرك على التحديق في الروح المتصدعة لزماننا.
إنه ليس مجرد سرد لعلاماتٍ كُتبت قبل قرون، بل هو تحليل جريء وعميق لـ"الدقات الأخيرة" التي تهز أسس مجتمعاتنا اليوم. يغوص "عين يوم هدَّين" في تلك التشققات التي صارت تسمح للفجور بأن يطل برأسه من خلف الشاشات، في زمنٍ تقلبت فيه الموازين، وصار العلماء في موضع الغياب والسفهاء في موضع الوجود. إنه صرخة الوعي التي تُنادي الأجيال الغارقة في غفلة التكنولوجيا وسطوة المادة: "عسى أن تستفيقوا من الغفلة."
ستجد نفسك في رحلة سريعة ومُزلزلة، ما بين مؤشرات تاريخية تحققت وأهوال قادمة نعيش على شفاها. هذا الكتاب لا يهددك بنار الآخرة بقدر ما يوقظك من برودة الحاضر. إنه يُبرهن أن البشرية لم تعد بحاجة إلى الشياطين، لأن فجورها وتفريطها تجاوز حدود الوسوسة، مُحيلة الواقع إلى مشهد مرعب يسبق طوفان "هدَّين" الكوني.
عندما تُغلق الصفحة الأخيرة، لن تعود إلى الحياة التي تعرفها بنفس العقلية. الشعور المتوقع ليس الخوف الأجوف، بل هو خليط مُلهم من اليقظة الروحية والمسؤولية الكبرى. ستشعر بثقل الحقيقة، وبضرورة إيقاف العد التنازلي الشخصي قبل أن تبدأ عين الزمن في "ابتلاع من تبقى". هذا النص يحمل روحاً إنسانية تُناشد الفطرة، ويكشف عن أصالة رسائل الأجداد في مواجهة فتن الأحفاد. إنه ليس كتاباً تقرؤه؛ إنه جرس إنذار يُعيد ترتيب أولوياتك، ويدعوك لتكون شاهداً لا ضحية في "آخر أيام الزمان".