يرى مِل أن حرية معارضة رأي تقليدي هي أيضًا شرط للتطور الفكري والتقدم، ففي مناخ من التخويف ووجود خطر صريح أو ضمني للتعبير عن الآراء الهرطقية، يستطيع مَن لديهم الشجاعة فقط التعبير عن آرائهم علنًا، أما الأكثر خوفًا فسيمنعون أنفسهم من بعض الأفكار وأشكال التعبير، وفي المقابل يُعاق نموهم العقلي، فادعاء أن للسلطات مبررها في إسكات من يعبرون عن آراء غير أخلاقية، يشتمل أيضًا على افتراض خطير بالعصمة من الخطأ ربما يعيق تقدم الإنسان، يستشهد مِل بحالة سقراط وإعدامه في أثينا القديمة بزعم انعدام التقوى، والمسيح في بلدة «يهودية» لما اعتبرته السلطات تعاليم غير أخلاقية، لم يثبت مع مرور الزمن في أيٍّ من الحالتين صحة عصمة القضاة المزعومة من الخطأ، فقد حكم التاريخ بأن سقراط والمسيح كانا جديرين بالاستماع إليهما، وبأن أفكارهما جديرة بالمناقشة.
ابو زيد مقرا الادريسي الحريه