إنّه كتابٌ في النقد الأدبي إلا أنه لا يخلو من اسقاطاته السياسية والتاريخية والاجتماعية. يُقدّم في فصوله الستّة تحليلاً للسياق التاريخيّ لقضية البدون، وأثره على نشاط أدباء هذه الفئة في مواجهة الإقصاء الثقافيّ الرسميّ. ثم يبحثُ في فصوله المتبقّية إشكاليات التأريخ الأدبيّ لمنطقة الخليج، بالإضافة إلى تحليل أهميّةِ صُور الصحراء و(العَشيش) والمنفَى في نصوصٍ مختارةٍ لأُدباء البدون. الكتابُ محاولةٌ للإنصات ـ لا التنَصّت ـ إلى الهامش، فالأدبُ مساحةٌ أرحَبُ للتعبير عن الذات خارجَ المسمّيات الرسميّة الضيقة، نقرأ عبْرَه المسمياتِ والتعبيراتِ الذاتيّةَ الخاصة التي يبتدعُها الأدباء أنفسهم لا ما تفرضه الروايةُ الرسميّة، وهذا المدخلُ الأدبيّ يساعدُ على فهمٍ أوسع لقضيةٍ شائكة عبر قراءة لغة المعنيّين بها. والذي آملُ في النهاية أن يقدّمَ للقارئ قراءةً جديدةً ومغايرة لفهم واقع الإنسان العربيّ المهمّش. النسخةُ العربية لهذا البحث مُنقّحة، تم تعديلُ بعض المعلومات بالتعاون مع المترجمةِ ودار النشر، وبعض قرّاء النسخة الإنكليزية الكرام.