الاقتصاد علم اجتماعي على عكس ما يعتقد البعض عنه، هذا العلم يسعى إلى دراسة السلوك الإنساني والاحتياجات والموارد وطرق تلبية تلك الاحتياجات والرغبات، إنه يبحث عن العدالة الاجتماعية للبشر وتطوير كافة الموارد لخدمة الإنسان ودراسة كل مراحل الاحتياج لتحقيق تلبية الرغبات …
إن دراسة الاقتصاد لا تتعلَّق بالأرقام والمؤشرات فقط، ولكنها تتعلَّق بحياتك كـكل.
إننا نفكِّر في المأكل والمشرب والملبس والمسكن؛ لذلك ففهمُك للاقتصاد وتنمية مهاراتك الاقتصادية ليست نوعًا من الرفاهية التعلُّمية؛ بل هو التزامٌ تجاه ذاتكَ لتجعلها أفضل، وأن تستثمر كل الموارد من حولك لتعود بالنفع عليك.
دائمًا ما يسعى الإنسان إلى تحقيق الرفاهية في حياته وإدراك الغاية الأهم من السلسلة الاقتصادية، وهي إشباع الرغبات، ولكن إذا كنَّا جميعًا نتفق في الرغبات والأهداف نفسها، فَلماذا ينجح البعض ويخفق الآخر؟
أعتقد أن الأمر يتعلق بالطريقة التي يتبعها، والأدوات التي يملكها ويسخرها في تحقيق أهدافه، لا يمكن أن يتحقَّق هدف اقتصادي دون رؤية واضحة وأدوات مفيدة للتنفيذ؛ لذلك ليس عليك أن تكون خبيرًا اقتصاديًّا من أجل أن تنجح في تلبية رغباتك وتحقيق مكسب على أرض الواقع، خصوصًا وسط هذا التوحُّش من الرأسمالية، ولكن على الأقل عليك أن تمتلك العقلية التي ترى الفرصة، وتجهِّز أدوات صيدها، وتمتلك المرونة للتنقُّل بين الفرص والأهداف التي يفرضها النظام الاقتصادي حولنا، عليك أن تفهم مَن أنت؟ وأن تحدِّد قدراتك، وأن تفهم النظام الاقتصادي حولك، وتحدِّد الفرص.
لقد تطورت الأنظمة الاقتصادية وأيضًا تطورت رغبات الإنسان وأهدافه، وبالتالي تطورت طرق تلبية تلك الرغبات، ومع تعدُّد الفرص ما زال القليل من البشر فقط يستطيعون اقتناصها وتحويل كل شيء إلى قيمةٍ تحقِّق مكسبًا، وأيضًا تطوَّرت أدوات صيد الفرص وتحقيق الرغبة، ففي الماضي إذا كنت تمتلك الرغبة في الحصول على السمك؛ فعليك أن تبذل الكثير من المجهود وأن تكون موجودًا داخل البحر، وأن تمتلك أدوات صيدٍ، اليوم ليس عليك أن تفعلها بمفردك؛ إذ يمكنك التوجُّه إلى سوق السمك وشراء النوع الذي تفضله، وهنا عليك أن تفهم أنك لم تدفع مقابل السمك فقط، فإن السعر يعني شراء العملية (الوقت، المجهود، أدوات الصيد، التجهيز، وجود المنتج في السوق، والإعلان) الكثير من العمليات قبل إتمام رغبتك البسيطة، أعتقد أن المال أيضًا قد تطوَّر، لِما يمتلكه من سحرٍ لتحقيق الرغبات.