"هذه الرواية رواية نجمة وحيواتها التي تتقصد نورا مخفيا في الأعماق.. نجمة ترفض التَيَهان، وتلعن الظلام. نجمة التي يحسبها المحلل النفساني مادة خصبة، فيتعقب حقائقها المتكتمة حتى عن شطر من روحها! نجمة التي جزعت منذ البدء وتداخلت في بعضها البعض لما عرفت أنها لا تستطيع أن تصد قلبها عن حليمة وعن غرفة حليمة.. تلك النجمة المتلألئة تقلب موازين الأمور كلها.
فما بال الناظر لما يفاجأ معها بأن العدو المفترس كان سريا، وقادرا على التغلغل في صدرها.. أكاد أقول إن المحلل يوقن أن الفن يتجاوز علم النفس بأن يرشده أو يعاكس مجراه. تنتصر الرواية للخير والحب، والحكمة، وتنشد العدالة الروحية والاجتماعية. وتأبى المكوث في مفترق الطرق، وتعود دائما إلى تلك الروحانية المنسية، وهذا ما نهضت بتجسيده أحداث ووقائع كثيرة في الرواية التي تعددت أشكالها وتقنياتها وتلبست أصواتها، ولم تتوارَ حبكتها الفنية من خلال حجب فنية مسندة بالرسائل والاستجوابات والتحليلات الفلسفية والتعليقات الخاصة بالدين والسياسة والحضارة.