سلمت نفسها إلى شوارع أسمرا دون مقاومة. كانت تذرع الطرقات دون وجهة مقصودة . ذهنها مشغول بها أحدثته في قصتها الأخيرة . لوهلة خطر لها أن الحكايات مخلوقات جارحة ، وأن الناس تخطىء كثيراً حيث لا تلتفت إلا لوجهها المسلي. الحكايات كائنات مسننة يجدر أخذها على محمل الجد ، تغرس أثرها عميقاً ، فننتبه بعد فوات الأوان ، وقد أدمت كل ما مرت به . نخلق الحكايات ، لكنها سرعان ما تنال استقلالها ، لتهاجمنا بضراوة غير مسبوقة ، وأسوأ الهزائم تلك التي تأتي دون مقدمات. أخذتها أقدامها إلى شارع الحرية . مرت بمحلات الخياطة. استوقفتها أشكال المغازل المختلفة ، كانت تتأمل نهاياتها المادة المعقوفة ، لا مغزل دون نهاية حادة. الحكايات كذلك. الرواية بالنسبة لي تطرح سؤالا عظيمًا: أين هي الحقيقة في كل ما حدث؟ بعد الانتهاء منها سوف تستوعب بأنك كنت جزءًا من متاهة. وقد ظننت طوال الوقت بأن الحكاية تحت سيطرتك تمامًا