مازال كل شيء ضبابيًا.. كأنني أراقبهم من أعلى، لا أراني، أرى كل شيء ما عداي، حتى تلك المرأة التي تشرق الشمس في عينيها ويضيء ثغرها الكون، لا أرى ملامحها، لكن أحس بها.. إحساس يخبرني أنها الوحيدة التي امتزجت بدمي، أنني هنا بسببها، وأنني.. سقطتُ من الجنّة دونها". عندما استيقظ زياد في المستشفى؛ لم يُصدّق أن الدنيا تغيرت كما يقولون وأن العدل أخيرًا يسود الأرض، لم يرَ في أعين من حوله سوى الترقب والخوف. لا بُد أنهم جميعًا كاذبون والعالم ظلّ كما هو، دون عقوبات سماوية أو كدمات تُنذر بالموت. كان عليه أن يهزم الصمت الذي يحتلّ ذاكرته، يعثر على الأجوبة، ويجد فتاته.. لكنه لم يملك سوى أن يتساءل عن ذنبه، وماذا فعل، عندما بدأت الكدمات المخيفة تظهر في جسده.