إن علاقة الإنسان بالإنسان تختلف باختلاف الأشخاص، وباختلاف الصلات بينهم وباختلاف التواصل. وطبعا هي علاقات متعددة وكثيرة، ولكن ما أردت الحديث عنه في هذا الكتاب هو علاقة المرأة بالرجل. حيث أنها أول العلاقات التي نشأت في الحياة الإنسانية، قبل علاقة الأبناء بالآباء، وقبل علاقات الأصدقاء، وقبل علاقة الأخوة والأحفاد والجيران. فهي العلاقة الأولى والتي ستظل حتى يوم القيامة. هي علاقة تتميز بالغموض أحيانا وبالوضوح أحيانا، وبالثقة أحيانا وبالشك أحيانا أخرى، بالحب أحيانا وبالكراهية أحيانا. هي علاقة متغيرة متجددة، كما أن أساليب التعامل تختلف من الأشخاص تبعا لمستواهم الاجتماعي والمادي، وتبعا للزمان والمكان، وتبعا للمستوي التعليمي والثقافي، ووقت العلاقة قصرت أم طالت، شرعية كانت أم غير شرعية. لم أفكر يوما في أن أكتب هذه الحواديت التي سمعتها ورأيتها. ولكن عندما بدأت في كتابتها علي الفيس بوك وجدت صدا واسعا وكان يصلني علي الرسائل تساؤلات كثيرة. بل كان البعض يغير من فكره ويتراجع بعد أن كان سيقدم علي خطوة معينة بعد قراءته واحدة من تلك القصص. أو بمعنى أصح وجدت أن بعض الناس يحتاج فعلا لسماع أو قراءة مثل تلك القصص، فقررت أن أضع بعض تلك القصص في هذا الكتاب. وودت أن أقدم للقارئ العزيز من واقع الحياة، وهو الواقع الذي لمسته فيما رأيت وسمعت من الأصدقاء والجيران وعن طريق العمل الذي تزخر به المحاكم بما فيه من تنوع.علمت كثيرا وقصدت في هذه القصص أن أنقلها بواقعها دون زيادة أو نقص، ولكن بأسلوبي وبعضا من وجهه نظري دون المساس بمضمون القصة الواقعية. وكذلك وددت أن أذكر كثيرا من الرجال والنساء بالاهتمام ببعضهم البعض. حيث أنهم يعيشون عمرا ولا يفهم بعضهم البعض، لأن كلا منهما لا يقترب من الطرف الآخر كما ينبغي. بل أحيانا لا يحاول أن يفهم لماذا يتصرف الطرف الآخر بهذا الشكل في هذا الموقف.