قد أرسى ستيڤنسون في هذه الرواية كبريات دعائم كتب المغامرات، التي كانت لولاه خليقة بأن تظل مجرد حكايات خيالية مسلية للأطفال، فقد صنع جنسًا أدبيًّا راسخًا ومأثورًا حيًّا باستخدام لغة واقعية كادت أن تجعل منها قصة ممكنة الحدوث، مستغلًا استعداد القارئ إلى تصديق المستحيل الممكن حدوثه، من خلال وجود عناصر جديرة بالتصديق. فقد راح يبعثر هنا وهناك عناصر أصبحت اليوم جزءاً أساسياً من تراث القراصنة وكل صورة نمطية عنهم في أذهاننا، كالخريطة ذات الصلبان الحُمر الثلاثة، والببغاء المتكلّم، والقرصان ذي الساق الواحدة، وحُبّ القراصنة لشرب الروم، والكنز المدفون، والمشي على اللوح، والوسمة السوداء، وصندوق الرجل الميت، لتصبح جزيرة الكنز هي أهم روايات روبرت لويس ستيفنسون. نُشرت هذه الرواية في البدء على شكل أجزاء في مجلة للأطفال ما بين عامي 1881 و1882. وبالرغم من أنها كُتبت للأطفال، لكنها نالت إعجاب الكبار أيضًا، فأعجبت كلًا من: (مارك توين)، (روديارد كيبلينغ)، (بورخيس)، و(هنري جيمس).. وسواهم. وقد قيل عن جزيرة الكنز: "إنها حكاية تعيد الرجل إلى صِباه". لكنّ تأثير رواية جزيرة الكنز امتدّ إلى قرننا هذا، فقد أُنتِج باستيحاء عنها، منذ 1918 إلى اليوم حوالي ستة عشر فيلماً سينمائياً، عنك المسرحيات واستعراضات الدمى، ومسلسلات الأنيميشن، وبشتّى اللغات. ووفقاً لمبدأ Dead Men Tell No Tales الذي يقول به القراصنة، فقد جرت الكثير من أحداث هذه الرواية، حتّى أن العبارة نفسها امتدّ تأثيرها لتصبح عنواناً لأحد أشهر أفلام القراصنة في وقتنا الحالي، ونعني به فيلم (الرجال الاموات لا يحكون حكايات) من سلسلة (قراصنة الكاريبي)، ولا عجب لو رأى القارئ الذي شاهد قراصنة الكاريبي أن الكثير من مأثورات روايتنا هذه ترد في جميع أجزاء السلسة إيّاها.