كان أجدادنا يُطلقون على الملوك لقبَ: «أنصاف الآلهة» بحجَّة أنهم بعيدون عن الخطأ والمعصية.ولكن سلسلة طويلة من الحوادث وقعت لأنصاف الآلهة أثبتت أن أنصاف الآلهة لا يختلفون عن غيرهم من الناس، فكان أن سحَب آباؤنا من الملوك لقب أنصاف الآلهة، وأطلقوا عليهم لقب «أصحاب الدم الأزرق».
ولكن سلسلة أخرى من الحوادث ليست آخرها حادثة الملك إدوارد الثامن والمسز سمبسون، ولا هي أولها، أثبتت لنا أن الدم الذي يجري في عروق الملوك والملكات لا يختلف عن الدم الذي يجري في عروقك وعروقي وعروق أي شخص آخر. بل قد يكون الملك أحيانًا عرضة للاندفاع في عواطفه والتأثر بها أكثر مني ومنك برد فعل الحياة المحافظة المحاطة بآداب القصور، وتقاليدها العتيقة، وقوانينها الصارمة، وحدودها الضيقة.
وقد يكون الملِك على حق في بعض الأحيان إذا بحث عن امرأة تعرف كيف تُنسيه مسئولية الحكم ومشاغله، وتعرف إذا نادته باسمه مجرَّدًا كيف يكون لصوتها رنَّة محبوبة في نفسه، وتعرف كيف تتمنَّع عليه أحيانًا، فيشعر باشتداد رغبته فيها وهو الذي يأمر فيُطاع، ويَطلب فيُجاب.