إن ستيفان زفايج في رواياته لا ينتقص من قدر الإنسان كونه كائنًا ضعيفًا، ويعريه دون أن يسخر منهُ، ولكنه يضعنا أمام هشاشة الإنسان وخطأ إطلاق التوصيفات المُتَسَرِعة على تصرفاته، وفقًا لما سنه المجتمع من التقاليد والأعراف، فمثلًا دائمًا ما تقع المرأة في رواياته في الخطيئة، فهل يعني ذلك إدانة ما لها؟
وفي روايته "أرملة عاشقة "وهي واحدة من أشهر أعماله، تمزج في أسلوبها بين الرومانسية والانطباعية، ففيها جمل تصف الطبيعة وقراءة حركة الأيدي وشكلها وارتباطها بالنَّفس البشرية، والمشاعر المرتبطة بالانفعالات الكثيرة والمتحولة، كالخوف والحب والخشوع والتمرد والتنمر وغيرها، واختصار الحياة في وجه الحبيب، وما عداه جماد ميتٌ وبارد.
هذه التفاصيل لم تغب عن روايات زفايج عمومًا، حيث يتقن صنعتها، ويجعل منها لعبته التي ينقلنا بها إلى مسرح الحدث الحكائي، ليصبح ناطقًا ومسموعًا، ونصبح بفعله أكثر تعاطفًا مع الشخصيات والأمكنة أولًا، ومع إنسانيتنا ثانيًا وأخيرًا، ويسرِّب الماضي إلى الحاضر بحضورٍ كامل، بقدر ما يجعل مما هو شخصي أكثر الأشياء تعميمًا.