يُحكى أنه كان في سالف الزمان مدينة وراء جبال أصفهان يُقال لها المدينة الخضراء، وكان بها ملك يُقال له الملك سليمان، وكان ذا جود، وإحسان، وعدل، وأمان، وفضل، وامتنان.. وسارت إليه الركبان من كل مكان، وشاع ذكره في سائر الأقطار والبلدان، وأقام في المملكة مدة مديدة من الزمان وهو في عز وأمان؛ إلا أنه كان خاليًا من الأولاد والزوجات، وكان له وزير يُقاربه في الصفات من الجود والهبات؛ فاتفق أنه أرسل إلى وزيره يومًا من الأيام وأحضره بين يديه، وقال له: يا وزير، إنه ضاق صدري، وعيل صبري، وضعف مني الجلد؛ لكوني بلا زوجة، ولا ولد، وما هذا سبيل الملوك الحكام على كل أمير وصعلوك؛ فإنهم يفرحون بخلفة الأولاد، وتتضاعف لهم بهم العدد والأعداد، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "تناكحوا وتناسلوا فإني مُباهٍ بكم الأمم يوم القيامة"، فما عندك من الرأي يا وزير فأشر عليَّ بما فيه النصح من التدبير.
استمتع بالقصة الثانية عشر من قصص ألف ليلة وليلة المشوقة..