يسير الخط السردي للرواية في مسارين متوازيين، المسار الأول عن طموحات الإنسان العربي التي يعجز وطنه عن تلبيتها له ويحققها في الغرب، حيث تعرض الرواية قصة أستاذ جامعي من أصل عربي في جامعة برشلونة، وكفاحه المرير منذ بدء حياته في وطنه، وما عاناه من تشرد وفقر وهجرة.
وفي الغرب يبدأ بتأسيس وتحقيق حلمه بعد أن كان عاملًا بسيطًا في وطنه ثم حارسًا شخصيًّا لإحدى الشخصيات السياسية التي ما لبث أن اكتشف زيف ما تدعيه شعبيًّا، وخلال ذلك يحقق الشاب تفوقه الدراسي الجامعي، فيسافر إلى إسبانيا حيث يلتقي ببروفيسور كان من الرواد الدائمين لملهى اشتغل الشاب به لدى وصوله هناك، فيلتفت البروفيسور-الذي له حكاية أخرى في الرواية- إلى ذكاء الشاب وتحصيله العلمي، فيدخله الجامعة ويمنحه الإقامة على مسؤوليته ليكمل دراسته، وليحصل بعد ذلك على الدكتوراه ويصبحان زميلين في كلية واحدة.
أما المسار الثاني للرواية، فيوغل فيها الكاتب بعوالم نفسية من خلال قصة حب غريبة تربط بين روائي كان صديقًا للأستاذ الجامعي العربي وامرأة عمياء، حيث يلتقي الروائي بالمرأة مصادفة ويتعرف إلى حكايتها وشخصيتها المثيرة للدهشة، ليكتشف أنها قابلة للشفاء حيث فقدت بصرها بسبب صدمة نفسية عاشتها في مراهقتها. وتدور الكثير من الأحداث والمفارقات في مساري الرواية.
يذكر أن هذه هي الرواية السادسة للكاتب عدنان فرزات وهي: "جمر النكايات"، "رأس الرجل الكبير"، كان الرئيس صديقي"، "لقلبك تاج من فضة"، تحت المعطف"، وقد ترجمت بعض رواياته إلى اللغة الإنجليزية.