"إن كل إنسان يندفع إلى ذراع الآخر، لأن كل إنسان يخاف من الآخر. روح التجمع الآن ما هي إلا تجليات غريزة القطيع، وأنت لا تخاف إلا حين تكون غير منسجم مع نفسك. منذ مائة سنة وأكثر لم تفعل أوروبا شيئا سوى دراسة المعامل وبنائها، إنهم يعرفون كم غراما من البارود تحتاج لقتل إنسان لكنهم لا يعرفون كيف تصلي إلى الله، لا يعرفون كيف تكون سعيدا ولو لمدة ساعة من الرضا. كل ما نحن فيه يكشف عن إفلاس المثل الحالية. إنه مجتمع متعفن والعالم المتعفن يستطيع أن ينتظر دماره. لقد قهرت أوروبا العالم كله من أجل أن تخسر روحها فقط. والعالم في الحالة التي عليها الآن يحتاج إلى أن يموت، يحتاج إلى أن يفنى؛ وسوف يحدث ذلك."
يعيش الطفل "إيميل سينكلر" حياة معذبة داخل أسرته الثرية المتدينة ومدرسته الراقية، بعدما اكتشف وجود عالم خارجي ممتلئ بالأخطاء والشر والسلوك السئ! فأراد أن يكتشفه بعيدًا عن قيود أسرته المحافظة، أراد أن يشب عن طوق تربيته المثالية التي لا تسعفه للتعامل مع هذا العالم القاسي.
ليقابل "دميان" الطفل الذكر الناضج الذي لا يشبه أحد، ليأخذه من يده إلى مرحلة جديدة من الصراع النفسي بين البحث عن معنى الخير، الشر، الله، الأخلاق. ليخبره أن قابيل ليس شريرًا كما يعتقد الجميع، وأن ارتكاب الشر يحتاج شجاعة واتساق مع النفس.
"دميان" رواية فلسفية نفسية، كتبها هرمان هيسه بانتهاء الحرب العالمية الأولى، معبرًا عن ذاته وجيله الحالي، والكثير من الأجيال المستقبلية الباحثة عن حرية التعبير والخروج من عباءة المجتمع!
استمع الآن.