محمد عمرو كاتب مصري عمل بالمجال المصرفي لأكثر من ١٦ عاماً قبل أن تصدر أولى رواياته "لتعارفوا" في ٢٠١٤، وأصدر روايته بنك السعادة في عام ٢٠١٩. "بنك السعادة" رواية على شكل بنك عملته الصعبة هي السعادة، حيث ينتقل بنا الكاتب عمرو في أرجاء البنك وأقسامه لنتعرف على أنواع السعادات الموجودة في سطور هذه الرواية. تسير الرواية في مقدمتها بإهداء إلى "النعم التي اعتدناها حتى ظنناها حقاً مكتسباً" ثم تنتقل بنا إلى الأحداث عبر أزمة كبيرة في حياة كل شخصية من شخوص الرواية الرئيسية، حيث يُجبر كل واحد منهم أن يبحث عن سعادته التي فقدها فجأة، بين البحث عن كل من المال والصحة والدفء الأسري وبين المعاناة من التفريق الديني، حيث تختلف رغبات وأوليات شخوص الرواية أثناء سعيهم لاستعادة سعادتهم المفقودة من خلال رحلة طويلة وشائكة. الجميع يواجه أشياء غير متوقعة، ومفاجئتهم الأكبر هي ما يكتشفونه داخل أنفسهم. ويتخذ أبطال هذه الرواية نهجاً يميل إلى تفسير تصاريف القدر بشكل أقرب إلى المعادلات الرياضية، أي أن ما يحصلون عليه يقابله فقدان، فقد عرف كلٌّ منهم رزقه في هذه الدنيا وعرفوا أيضاً ما سيتنازلون عنه في المقابل. الهدف من كتابة هذه الرواية، أبقاه كاتبنا مجهولاً، فقد ترك تفسيره إلى القارئ الذي يعده عمرو شريكاً أساسياً في العمل. والجدير بالذكر، أن أحداث الرواية تقع في الزمن المعاصر، وأن تنوع ظروف الشخصيات، يفرض تنوعاً في الأجواء بين كل من الغني والفقير، الموظف وصاحب العمل، والمسلم والمسيحي، وباختلاف ظروفهم، تختلف نظرة كل منهم للرزق وأسباب السعادة. استطاع الكاتب في هذا العمل بأسلوبه الشيّق، أن يجعل القارئ يدخل في تفاصيل كل الشخصيات، فيعيش صراعاتها المتعددة كأنه واحد منهم، وفي طرحه لأسئلة متعددة، جعل القارئ غارقاً في التأمل.