ar
Audio
عمرو عزت

غرفة 304 أو كيف اختبأت من أبي العزيز 35 عامًا

Listen in app
"لا يشبه أبي أباه، ربما بنفس القدر الذي لا أشبه به أبي، لأنني أشبه جدي كثيراً.
جدي كان هادئاً، معتزلاً، خفيض الصوت، يبدو لي أنه ترك أبناءه، أبي وعماتي الثلاث، يكبرون ويشقون في الحياة بدون تدخلات كبيرة، تاركاً لحزم جدتي وصرامة إدارتها معظم المهام الأبوية.
رأيته كثيراً ما يقضي وقته بعد عودته من العمل يستمع إلى محمد عبد الوهاب أو يشرب الشاي في الشرفة، ويتابع زوجين من الحمام يعتني بهما في قفص صغير وهو يهش الذباب بمشنة أراها دائماً بيده، حتى وهو يصطحبني في صباحات الجمعة لنتمشى ونشتري الفول والخبز، كنا نتبادل عبارات قصيرة وأوقاتاً طويلة من الصمت.
لم يترك لنا جدي الراحل أية علاقات بفروع عائلته، بينما لا تزال فروع عائلة جدتي حاضرة وقريبة.
أما أبي فهو اجتماعي شغوف بالناس"
هكذا يصف عمرو عزت جده في إحدى صفحات الكتاب، ويصف والده بصفحات أخرى كثيرة، عائلته ومولده وأصوله وحارته، عمرو من مواليد الثمانينات من القرن الماضي، هو طفل التسعينات، وشاب ما بعد الألفية، كاتب مدونات منذ بداياتها، جمع في هذا الكتاب مقالاته ومذكراته والكثير من أفكاره ومشاعره عن كل ما حوله منذ طفولته.
يتحدث عمرو عزت بأسلوب سلس وواضح، وفي الوقت ذاته يحمل حميمية كبيرة ومشاهد واضحة مليئة بالحنين وقريبة من كل أبناء جيله، يصف العائلة والحياة والروابط والعلاقات الاجتماعية والأهم من كل ذلك علاقته بوالده، والده الذي شكلت علاقته به جزءاً من شخصيته ومن كيانه ومن تكوينه، يصفه ويتحدث إليه ويتحدث عنه بكل صدق عاطفة وبنص جميل وممتع جداً، إنه فن تحويل الحياة إلى الأدب.
3:39:12
Copyright owner
Bookwire
Publisher
StorySide
Publication year
2019
Have you already read it? How did you like it?
👍👎
fb2epub
Drag & drop your files (not more than 5 at once)