يقدم الشاعر والكاتب والمترجم السوري محمد عضيمة المقيم في اليابان منذ أكثر من عشرين سنة، للقارئ العربي الوجه الآخر لليابان من خلال كتابه (حكايات المعبد الياباني).
الكتاب الذي يضم نحو (50) فصلاً يتناول الكاتب فيها الحياة في اليابان.. العادات والتقاليد، وحكايات الشعب الياباني البسيط، وثقافاته ويومياته وطبيعته. ومن هذه الفصول: "أوراق المسافر - الدرس الأول". وفيه يخاطب الكاتب صديقه الافتراضي قائلاً: يا أخي تعلمنا فقط قراءة الكتب والمخطوطات، ولم نتعلم أبدا قراءة الأزهار والأشجار.. هنا أيضًا يمكن أن تجد شيئا من مقدسات الياباني الخاصة التي ترتبط ارتباطًا جوهريًا بدين اليابان المحلي، أي (الشنتوية) فليس لهذا الدين كتاب مقدس سوى الطبيعة، فهي بجبالها وأنهارها وأعشابها وأشجارها وجميع عنصرها، المعبد الحقيقي لهذا الدين.
وفي فصل آخر، يقول الكاتب: "الياباني لا يستغرب وجود الأوروبي، أو الأميركي، إلى جانبه في مشرب أو مطعم بطوكيو أو غيرها فهو قد اعتاد على هذا الوجود منذ أكثر ما يقارب القرن والنصف.. أما أن تكون عربيًا أو أفريقيًا وفي اليابان فهذا مدعاة للدهشة والاستغراب في وعي الياباني العادي، لا بل حتى في وعي المثقف!".
في فصل (العرب والنهضة اليابانية) يتحدث عضيمة عن عشق اليابانيين للعمل بقوله: "... هذا التقديس للعمل، وبهذه الطريقة الطقسية القريبة من ممارسة العبادة هو السر الذي استعصى على الأوروبي - فكيف بالعربي؟".
يستمر الكاتب عضيمة في تجواله باليابان وحكاياتها التي لا تنتهي فينقلنا بفصوله المتنوعة من الحديث عن إشارات المرور إلى الثلج والجبال النائية إلى (التاتامي) والحصير والطفولة ويشرح لنا ما هي التاتامي والتي لا تخلو غرف النوم اليابانية وغرف الفنادق ذات الطرز التراثية اليابانية منها حيث إنها عبارة عن مجموعة حصائر سميكة على شكل مستطيلات ذات حجم واحد (تاتامي) مضفورة من سويقات الرز.
وفي الكتاب هناك أحاديث عن طوكيو وأطفال المدارس وعن الدروس المسائية أيضًا وعن الياباني واتهام الذات إلى حد الجلد أحيانًا وتحييد الآخر، وإغراء (الهايكو)، فاليابانيون كتبوا الهايكو، الذي هو قصائد ومقطوعات قصيرة، قبل أكثر من مائة عام، ليختتم الكاتب فصول كتابه الشيّق بالعودة إلى الطبيعة التي بدأ منها.