قررت جمع هذه السطور بين دفتي كتاب بعد أن شعرت بحاجتنا الماسة إلى قصص نجاح محفزة وملهمة. إلى أمثلة معاصرة نقتفي أثرها. فمن يتصفح رفوف مكتباتنا العربية سيجد الكثير من قصص النجاح المستوردة، التي نبتت في بيئة غير بيئتنا. في محيط غير محيطنا، مما يقلل من حجم تأثيرها وفعاليتها. فرأيت أن أضع هذه الوجوه السعودية المتميزة بين أيديكم لعلها تساهم ولو بقدر طفيف في شحذ الهمم وتعزيز الثقة في دواخلنا. فالناجحون الذين قطفتهم من أنحاء وطننا الغالي لم يترعرعوا في بوسطن الأمريكية أو طوكيو اليابانية أو أمستردام الهولندية بل نشأوا في المملكة وحققوا نجاحات مختلفة ومتفاوتة. درسوا في نفس فصولنا. عاشوا في منازل تشبه منازلنا. لكنهم امتطوا أحلامهم دون أن تخدرهم الإحباطات وتثبط عزائمهم الكلمات متسلحين بالطموح والإرادة، متيمنين بقول الشاعر ابن هانئ:
ولَمْ أَجِدِ الإِنْسانَ إِلاَّ ابْنَ سَعْيِهِ
فَمَنْ كانَ أَسْعَى كانَ بِالمَجْدِ أَجدَرَا
وبِالهِمَّةِ العَلْياءِ يَرْقَى إلى العُلَى
فَمَنْ كانِ أَرقَى هِمَّةً كانَ أَظْهَرَا