رواية فلسفية للروائى الكبير نجيب محفوظ تعمد إلى التخيل في بعض أجزائها ، فمن خلال بطلها المتفرّد "عمر الحمزاوي" يجلّق محفوظ بخياله ويعبث بعقلنا لنتخيل ما آل إليه ذلك المرثي حاله "عمــر" و إلى أي حد هوى به مرضه إلى الهاوية و أعمق..هي الحيرة حينما تفتح أبوابها على مصراعيها وحينما ترتسم على ثغرها ابتسامة استهزاء وسخرية تجمع ما بين الشماتة والمرارة !
هو التضارب حينما يلازم الروح فيقضي على كل شعور بالاستقرار...ماذا فعلت الدنيا لك يا عمر؟
بل ماذا فعل عقلك بك وماذا جناه قلبك عليك؟!
تكمن أهمية رواية الشحاذ في أنها تعدّ أنموذجا بليغا لهذه المرحلة من تجربة نجيب محفوظ الفنية، فمع هذه الرواية اكتملت ملامح البطل الروائي الإشكالي في علاقته بالعالم والزمان والمكان مستدعيًا تبعا لذلك نمطا مختلفا لسارد استبدل عينا بأخرى وموقعا بآخر وخطابا بآخر مخالف.