يتناول جبران خليل جبران في هذا الكتاب الحياة والموت والحب، بمنطق فلسفي بديباجة أدبية؛ فهو يستنطق بفلسفته ألسنة الأزهار والأشجار ليُفصح من خلالها عمَّا في هذا الكون من أسرار. قسَّم جبران في هذا الكتاب كلمة العبودية وفقًا لدور الأشخاص في تمثيل العبودية على مسرح الحياة الإنسانية، كما وصف حال الشرقيين وجسدهم في صورةٍ تُظْهِرُ خنوعهم وتخاذلهم، واصفًا الشرق بأنه المريض الذي تناوبته العلل وتداولته الأوبئة حتى تعوَّد السَّقمَ وأَلِفَ الألم، ويدعو جبران للخروج من هذه الحالة الحضارية من خلال تمجيده لقيم التمرد والتحلي بروح الفرادة بدل من الانسياق وراء التقاليد بشكل أعمى. مقتطفات من العواصف: — أنت تنظر بعين الوهم فترى الناس يرتعشون أمام عصافة الحياة فتظنهم أحياء وهم أموات منذ الولادة ولكنهم لم يجدوا من يدفنهم فظلوا منطرحين فوق الثرى ورائحة النتن تنبعث منهم. — أغرب ما لقيت من أنواع العبوديات وأشكالها العبودية العمياء، وهي التي توثق حاضر الناس بماضي آبائهم وتنيخ نفوسهم أمام تقاليد جدودهم وتجعلهم أجسادًا جديدةً لأرواح عتيقة وقبورًا مكلسة لعظام بالية. — إن العبودية الخرساء هي تلك التي تعلق الرجل بأذيال الزوجة التي يمقتها.. وتلصق جسد المرأة بمضجع الزوج الذي تركته وتجعلهما من الحياة بمنزلة النعل من القِدم