يضم الكتاب مجموعة مقالات أدبية تتسم بالطابع الفلسفي الصّوفي، فيتحرّى مواطن الجمال بالفكرة والكلمة التي تعبّر عنها؛ فيحلل النّفس الإنسانيّة إلى عناصرها الذاتيّة، ويتّخذ من كلماته مرشدًا لتلك النّفس التي يدعوها إلى عدم الأخذ بظواهر الأمور دون الاستنادِ إلى جوهرها. ثم ينظر إلى وطنه لبنان برؤية شاعرٍ يجسد الجمال لفظًا فيما يحب، بعيدًا عن رؤى سياسية التي تحكمها لغة التناحر والصراع. ويتناول كتابه أعلامًا أضاءت مَفْرِقَ المشرق بعلمها: كابن سينا، والإمام الغزالي، وابن الفارض. كما يتحدث عن مستقبل اللغة العربيّة، وأبرز التحديات التي تواجهها في ظل رحى الفكر الدائرة بين القديم والجديد، ويُنْهِي كتابه بعدد من القصائد الشعرية التي تنطق بفلسفته الروحية. ويحتوي الكتاب مقالات اجتماعية مثل: -العهد الجديد. -الاستقلال والطرابيش. -لكم لبنانكم ولي لبناني. ومقالات في أعلام الفكر العربي مثل: -ابن سينا وقصيدته. -جرجي زيدان. -ابن الفارض. ومقالات في مستقبل اللغة العربية وآراء جبران في اللغة. وسيجد القارئ أن معظم محتويات الكتاب تتسم بالبعد الصوفي ،كالمقالات والقصائد النّثرية مثل: -نفسي مثقلة بثمارها. -وعظتني نفسي. -الأرض. -البحر الأعظم -ومسرحيته: إرم ذات العماد. وكذلك يغلب المنهج الصوفي على القصائد الأربع عشر في آخر الكتاب. وفي هذه المقالات والقصائد يكرر جبران إيمانه بوحدة الوجود وبسمو الروح وتوقها أو تعطشها الدائم للتّحرر من قيود الجسد التي تكبلها، لتعود إلى مصدر وجودها. إلا أن ذلك لا يتم في مرحلة الحياة المحدودة