"لم تتقطّع أنفاس الصوماليين على مدى تاريخهم كما تقطّعت أنفاسهم في هذه الحرب، فالكل يلهث لكسبها، وكان لأمراء الحرب أهدافهم التي يعلنونها ويصوّرون وجاهتها لأنصارهم، في حين يخفون الأسباب غير النزيهة التي تدفعهم لإشعالها. لقد جعلوا من البلد جبهاتٍ وفئات يتحارب أفرادُها بمستوى من العنف لا نظير له، وهكذا توسّعت حلقات البلاء لتعمّ البلد."
(بلاد البونت) هو اسم الصومال القديم. ذاك البلد الذي افترسه التعصب القبلي وتنازعه اصحاب السلاح وتوابعهم فأغرقوه في أزمات لا تحصى.
كيف يفقد وطن مناعته؟ وكيف تحول الأخطار والاغراءات ثائراً أراد أن يذود عن سواحله ويحميها من سفن الغرب والشرق التي تطمر فيه النفايات حتى اضحى الصومال (مكانا غير صالح للسكن الآدمي) أن يتحول ذلك الثائر إلى قرصان يطارد السفن.
يعبر هذا العمل الابداعي للكاتب الارتري أبوبكر حامد كهال عن ذلك الجزء من القارة الأفريقية الذي يشبهنا في كثير من خصائص الثقافة والعقيدة والهوية.