بلغت المعبد عند الأصيل، فجلست أرقب الطريق المنسابة بين أشجار الليمون والصفصاف، وأنظر من وقت إلى آخر إلى وجه كتابي هامسًا في مسامع الأثير أبيات تلك الموشحات التي تستهوي القلب برشاقة تراكيبها ورنة أوزانها، وتعيد إلى النفس ذكرى أمجاد الملوك والشعراء والفرسان الذين ودعوا غرناطة وقرطبة وإشبيلية تاركين في قصورها ومعاهدها وحدائقها كل ما في أرواحهم من الآمال والميول، ثم تواروا وراء حجب الدهر والدمع في أجفانهم والحسرة في أكبادهم.