يروي الكاتب هنا فصولًا من عَبَق تاريخ دمشق، ومجدها التالد الذي زُيِّنت به صفحات التاريخ، حيث كانت فيه قِبلة الجمال التي يحج إليها فؤاد العرب. الكتاب في سبعة فصول، الأول تحدث فيه المؤلف عن اشتقاق اسم دمشق اللغوي، وطبيعتها وحدودها الجغرافية. وانتقل إلى فصل في تاريخها السياسي، عرضه متسلسلاً من أقدم العصور حتى عصره، وتناول في الفصل الذي يليه موضوع عمرانها، فأشار إلى الآثار القديمة فيها، وما زاد فيها من حكمها على الأيام من آثار الرومان فالأيوبيين فالعباسيين فالزنكيين فالمماليك فالعثمانيين، وما أقاموا فيها من مساجد وقصور وأسواق وعمارات وخانات ومدارس وغير ذلك. وفي فصل عن وصف دمشق عند القدماء والمحدثين أورد أقوالاً فيها لمشاهير المؤرخين، كالمقدسي وابن جبير وياقوت الحموي وشيخ الربوة والعمري وابن بطوطة والقلقشندي، كل منهم وصفها بحسب ما رآها في عصره، كما نقل أوصاف رحالة أجانب لها. وخصص فصلاً عن سكان دمشق وخصائصهم، فتحدث عن أصولهم الأولى، وعن الهجرات التي جاءتها وسكنتها، وعن تمازج أهلها وصفاتهم وذكائهم وأمزجتهم وطباعهم وآرائهم رجالاً ونساءً. وتوقف في فصل الحياة الأدبية والفنية والصناعية عند هذه الجوانب، فتحدث فيها بما يفي عن النوابغ فيها، وما قدموه كل في تخصصه أدبأً وفناً وصناعة وتجارة. وختم المؤلف كتابه بالحديث عن غوطة دمشق، فوصفها وصفاً دقيقاً بعين المحب، وذكر ما قاله فيها الشعراء، ووصف فلاحيها كذلك، ما لهم وما عليهم.