"يدُ مقالة بوكليب تأخذ بأيدينا لمعرفة السرّ الكامن وراء قوة الصحافة… مقالة صحفية رصينة تغوص في الطبيعة الذهنية الأنجليزية وبِنية وعيها السياسي، في حقبة ما بعد الاستعمار، من الحرب الباردة بين القطبين المنتصرين إلى حقبة أحادية القطب الدولي، ومابعدها في تبلور ملامح قطبية جديدة .
بحكم مهنتي، كأستاذ في علم الفلسفة، أتساءل: هل في مقالة الكاتب جمعة بوكليب فلسفة؟ والجواب نعم، إن اعتبرنا الفلسفة بالتعبير الأرسطي: الجواب المؤسس على سؤال الدهشة: كيف يتجاوز السياسي إمتحان التاريخ بنجاح؟ فجميع رؤساء الحكومات البريطانية، كما يكتب بوكليب، وعلى اختلافهم وتمايز شخصياتهم، ليسوا في حاجة إلى التصريح، أو التلميح بما يدور في دواخلهم من قلق وتوتر، وهم يتخطون بأقدامهم عتبة مقرّ رئاسة الحكومة في 10 داوننغ ستريت، ليشغروا، لأول مرّة، المكتب الرئاسي. ومع ذلك، فإن فرحة تلك اللحظات التاريخية لا تنسيهم، في ذات الوقت، التفكير في اليوم الذي سيحزمون فيه حقائبهم، ويغادرون المسرح نهائياً، وماذا سيتركون وراءهم من إرث وتاريخ." — نورالدين النمر