أيّ فتى لا يذكر الصبيَّة الأولى التي أبدلت غفلة شبيبته بيقظة هائلة بلطفها، جارحة بعذوبتها، فتَّاكة بحلاوتها؟ من منَّا لا يذوب حنينًا إلى تلك الساعة الغريبة التي إذا انتبه فيها فجأة رأى كُلِّيَّتَه قد انقلبت وتحولت، وأعماقه قد اتّسعت وانبسطت وتبطَّنت بانفعالات لذيذة بكل ما فيها من مرارة الكِتْمان، مستحبة بكل ما يكتنفها من الدموع والشوق والسُّهاد؟