حدث ذات يوم أن أفادنى رجال فرق القمصان السوداء فى إيمولا بأن سيفا سيهدى إلي منقوشا عليها قول مكيافيللى "ليست المحافظة على الدول بالكلام" وكان أن وضع حد لترددى وتحدد اختيار موضوع الرسالة الذى أقدمه اليوم لتقترعوا عليه. وبإمكانى تسميته "تعليق عام 1924 على كتاب الأمير لمكيافيللى" . وذلك الكتاب الذى أود أن أطلق عليه "ملازم رجل الحكم" يقتضى للأمانة الفكرية أن أذكر أن مراجع رسالتى هذه قليلة، كما سنرى فيما بعد. لقد قرأت كتاب "الأمير" وغيره من مؤلفات ذلك (الأمين العظيم) قراءة واعية ولكن الوقت والإرادة حالا دون أن أقرأ جميع ما كتب عن مكيافيللى فى إيطاليا وفى العالم. وأردت أن أضع بينى وبينه أقل عدد من الوسطاء القدامى أو المحدثين، الإيطاليين والأجانب، كى لا أفسد عملية الاتصال المباشر بين مذهبه وحياتى التى عشتها وبين ما لاحظ ولاحظت عن البشر والأشياء وبين ممارسته للحكم وممارستى.